الزوجية المثالية والمسلمة التى تبحث عنها وكيف تعرفها

0
الزوجية المثالية والمسلمة التى تبحث عنها وكيف تعرفها

الزوجية المثالية والمسلمة التى تبحث عنها وكيف تعرفها


عندما ذَهَبَ لرؤيتها، احْمرَّت وجْنَتاها وأسدلتْ من جميل الحياء جفونَ عَيْنيها، فطار بها وأغدقَ بيتَه مِن عبير ذِكْرها، فعقْلُه ما استكانَ، وقلبُه أصبحَ كقطعة الأرجوان، فحياؤها سَلَبَ لُبَّه، وعفافُها أسرَ قلبَه، فمضى يرسمُ بيتَه، ويَبني حُلْمَه على نهرِ حيائها الطاهر، وعلى نقاء عفافِها الزاهر، فما استراح حتى كتبَ عليها كتابَه، وطار بحبِّها جَنانُه.

وجاء اللقاء والقلب من الفرح لا يَرسِي على استواء، فهَمَسَ في أذنيها: ما نظرتك إلى الحياة الزوجيَّة؟ وكيف ستبنين به أحلامك الورديَّة؟

فردَّتْ على استحياءٍ: يا مَن كلَّفكَ الله علينا بالقوامة، رجاؤنا أن تُعيننا على الطاعة، فتأْذَن لنا في النهار بالصيام، وأمَّا الليلُ فتشاركنا روعَ الذِّكْر وجمال القيام، وتحمينا من غَدْر اللِّئام, ولنا عليك النصحُ والدعاء، فقاطعها فارسُنا وقال: لي الفخرُ بكلِّ عِزٍّ وإباء.

فما أمهلته وقالتْ: ولك علينا أن نلبِّي نداءَك ونجهِّزَ طعامَك ونصون سريرتك، ونحافظَ على مالِك، فلك علينا الطاعةُ ما أمَرْتَ بمعروفٍ، ولك أنَ نحيك ذِكْرك بديباجة من أروع الحروف، فما رأْيك في نظرتي؟ وما هي نظرتك؟

ردَّ، وما علم كيف يردُّ: نظرتُك الزوجيَّة بساتين يانعة، وأزهار ماتعة، يَحارُ فيها النظرُ من جمالها وطيب عطرِها وروعة صفائها، فمن لي بمثلك يا صاحبة الطُّهْر وأصل العفاف، وأما ما أنتظرُ منك أن تُقيمي بيتكِ على الطاعة، وأن تصوني نفسَك وتُطهِّري بالذِّكْر قلبَك، فسماع القرآن في البيت دائمٌ؛ لتتزين جنبات البيت بالملائكة الكِرَام، ونعلي ذِكْرنا في أعالي الجِنَان.

وجاء الموعد واللِّقاء في بيت الطاعات، فهمستْ له قائلة: هنا نَفِي بالوعود، فهَلُمَّ نبني الليلة الأولى في القيام، ونتعاهدُ - يا تاجَ الرأسِ - على الصيام، فردَّ قائلاً: على بركة الله يا رفيعة الشأن، وعالية المقام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

جميع الحقوق محفوظه © العالم الأن

تصميم الورشه